هذه من أبحاث برنامج وكتاب استفهام لمؤلفه أمين محمود صبري وليست مقتبسة أو مأخوذة من أي كتاب ولها حقوق ملكية فكرية
©
بداية المقال :
انتشرت في السنوات الأخيرة نظرية أن بناة الأهرام هم قوم عاد ..
كان صاحب نظرية بناة الأهرام هم قوم عاد الباحث المصري محمد سمير عطا , ونشكر له جهده على البحث , فعالمنا العربي يحتاج باحثين ومفكرين ينقبون في الماضي عن الكنوز الدفينة التي لا نوليها أي إهتمام ...
أ. محمد سمير عطا ... صاحب نظرية قوم عاد هم بُناة الأهرام
لكن أثناء بحثي في كتاب الله وجدت خلاف نظريته تماماً , وخلاف نظرية نسبة بني إسرائيل لبناء الأهرام .. وإليكم الحقائق التالية :
هل تكلم الله عن الأهرامات في القرآن ؟ هل هناك إشارة في آية ما تتحدث عن الأهرامات ؟ أليست الأهرامات من معجزات الحضارة الفرعونية , وتناول القرآن جوانب وزوايا متعددة من الحضارة الفرعونية عبر قصص الأنبياء , هل بناء على ذلك توجد إشارة مُعينة تتحدث عن الأهرامات ؟؟
تعالو نفتح كتاب الله بتجرد تام , دون الاستعانة بأي كتاب تفسير أو أي كتاب تاريخ لأن كتب التاريخ كتب بشرية تحتمل الصواب والخطأ ..
من هذه الجزئية الرائعة يَتبّين أن الأهرامات هي ملك للمصريين , قد بناها أحد ملوك مصر , وردت كلمة أوتاد 3 مرات كما نرى , مرة تصف الجبل , في الشكل والثبات والبقاء وتحمله لعوامل الطبيعة من أمطار ورياح وتعرية , ثم جاءت مرة أخرى مع فرعون , ولاحظ كلمة ذو و ذي , لأنها ملك فرعون , ملك مصري , لم يُسميها القرآن أهرامات , لأن الأهرامات اسم يُعبر عن الشكل فقط , بينما كلمة أوتاد صفة تُعبر عن شكلها الذي يُشبه شكل الجبل وبقاءها وثباتها أمام عوامل الطبيعة ..
الجبال = أوتاد
الأهرامات = أوتاد
لاحظ أن كلمة أوتاد جاءت معرفة بـ ال في الحالتين , لأنها أوتاد فريدة من نوعها ولم تتكرر , فهي أهرامات واحدة في كل تاريخ البشرية , لذلك جاءت في الحالتين مُعرفة بال !!
وجاءت جمع لم تأت مفرد , لأن بمصر عدة أهرام وليس هرم واحد , وكأنها علامة مُميزة لفراعنة مصر كما كانت إرم مُميزة لقوم عاد !
ولكي نرد على من زعموا أن عاد هم من بنوا الأهرام , علينا بالعودة لأول الآيات لنرى :
· عاد = إرم = ذات العماد
· فرعون = ذو الأوتاد
فالاثنين جُمعا معاً في سورة واحدة , سورة الفجر وهي تهدم كل مزاعم بناء عاد للأهرام !
بالطبع لا يوجد مترادفات في القرآن , فهناك فرق بين الوتد والعماد , هذا شيء وهذا شيء آخر , وورودهما في آيتين متتاليتين يوضح أنهما شيئين مختلفين تماماً , ونسب العماد لعاد جاء بعده مباشرة نسب الأوتاد ( الأهرامات ) لفرعون , وهذا يدل أن ملكية الأهرامات كانت خاصة للأسرة الحاكمة في مصر ..
ولكي نرد على مزاعم من قالوا أن اليهود هم بناة الأهرام , نقول أن اليهود لم تظهر حسب القرآن إلا بعد هجرة موسى من مصر ببني إسرائيل , طوال فترة مكوث بني إسرائيل في مصر كان القرآن يُسميهم بني إسرائيل , لم ترد كلمة يهود مُطلقاً في القرآن عليهم حينما كانوا في مصر , بل بنو إسرائيل فقط , أي أولاد وأحفاد النبي يعقوب , وحينما خرجوا من مصر ونزلت التوراة , وبدؤوا يُحرفوا في دينهم جاء لفظ اليهود , وبالتالي لا اليهود ولا الماسونية لهم علاقة من قريب أو بعيد ببناء الأهرام , فضلاً عن أن بني إسرائيل حينما كانوا في مصر كانوا مستضعفين ومغلوبين على أمرهم , فكيف لهم أن يبنوا أهرامات نسبها الله في الآيات لفرعون ( فرعون ذي الأوتاد ) في آيتين من أصل 3 آيات وردت بها كلمة أوتاد !
يبدو أنه في ذلك الوقت كانت أقوى 3 حضارات هي عاد , وحضارة ثمود وحضارة الفراعنة , ولكل منها علامة معمارية هندسية , فكانت علامة قوم عاد أنهم بنوا مدينة إرم التي لم يُخلق مثلها في البلاد , وعلامة قوم ثمود أن بنوا بيوتهم في الجبال , وعلامة الفراعنة الأوتاد ( الأهرامات ) , وكلها حضارات متقابلة ومتناظرة ووردت الأوتاد في الترتيب الثالث يدل أنه كان متأخراً في الترتيب الزمني , فحضارة فرعون كانت بعد عاد وثمود , فكيف لنا أن نخلط عاد بأهرامات مصر , ولكل منهما زمان ومكان يختلف عن الآخر , غير ذلك علّمنا القرآن أن معجزة عاد المعمارية كانت في مدينة كاملة تُسمى إرم , ومُعجزة فرعون المعمارية كانت في الأوتاد , ومعجزة ثمود المعمارية كانت في نحتهم البيوت في الجبال , وبالتالي هذه حقائق واضحة ليست غامضة فعلينا البحث عن مدينة كاملة تُسمى إرم لنفهم سر حضارة قوم عاد وسوف نجدها لأنها موجودة , كما الأوتاد موجودة وقائمة ويضرب لنا الله الأمثال بها , فرعون ذو الأوتاد , فرعون ذي الأوتاد , كأنه يُشير إلى شيء موجود معروف لينسب فرعون له لنعرف قوة فرعون الذي تحدث الله عنه في آيات كثيرة !
ربما تتوقف قليلاً لتتسائل ! أنا مفاهيمي اختلطت .. أفهم من كلامك أن فرعون هو بنىالأهرام ؟؟
والجواب هوا : ربما .. أعلم أن هذا سوف ينسف فكرة خوفو وخفرع ومنكورع , التي هي اجتهادات أبحاث علماء آثار , هل فعلاً فرعون الذي كان في عصر النبي موسى هو من بنى الأهرامات الثلاثة ؟؟ تقول الآيات أن فرعون ذو أي صحاب الأوتاد , والأوتاد كما فهمنا ليست معابد أو عمدان أو مسلات , بل هي مباني كالجبال شكلاً ( هرمياً) وتحملاً وثباتاً وبقاءً , ولا توجد مباني من صُنع البشر تحمل شكل الجبال التي وصفها الله بالأوتاد غير أهرامات مصر القديمة , فهي موجودة منذ آلاف السنوات مثل الجبال التي هي موجودة منذ نشأة الأرض وبالتالي تكلم الله عن أهرامات مصر بلفظ أدق وأفضل من ( أهرام ) وهو لفظ ( أوتاد ) ... لكن نرجع لسؤالنا المطروح , تخبرنا الآيات أن فرعون هو صاحب الأوتاد ( الأهرامات ) لكن هل يعني ذلك أنه من بناها ؟ أم أن كلمة فرعون كلمة واسعة تشمل الأسرة المالكة في مصر القديمة ؟ أم أن فرعون كان صاحبها لكن ورثها من أجداده من ملوك مصر القديمة ؟
كل هذه التساؤلات تحتاج لبحث قرآني وحفري في الوقت ذاته , لأنه يبدو أن التاريخ الذي ندرسه أو كتبوه هو مزيج لبعض الحقائق الممزوجة بخيالات علماء الآثار , فكوّنوا لنا قصصاً وهمية وتصورات بحثية مؤقتة تحوّلت للتاريخ القديم لمصر !
هذه دعوة لشباب مصر .. أرجعوا تاريخ بلدكم فهو تاريخ عريق تحدث عنه الله الخالق في كتابه الخالد , فهل ستتركون غيركم من الغرب يبحثون وربما يصلوا للحقيقة ويطمسوها خوفاً أو طمعاً بسبب مصالح سياسية عُليا ؟
أعتقد أن الرسالة وصلت , والتساؤلات بزغت للجميع , والبحث صار واجباً على الشباب المصري لمعرفة الحقيقة !!
شــاهــد أيــضا:
الدليل القاطع أن الفراعنة بُناة الأهرامات ..
0 التعليقات :
إرسال تعليق